أرجعت الدكتورة هدى أباظة أستاذة الأدب الفرنسي بجامعة عين شمس سبب نشأتها وتعلمها في الإسكندرية وإلتحاقها في البداية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية قبل أن تنتقل لجامعة عين شمس وهى بالفرقة الثانية في العام الجامعي 1977 – 1978، إلى عمل والدها الدكتور شامل أباظة مديرا بشركة القاهرة للأقطان بالإسكندرية، وأوضحت عائلة أباظة كما هو معروف عنها تنتمي لمحافظة الشرقية، وبعد إندلاع ثورة 23 يوليو 1952 انتقد والدي الأوضاع في البلاد في ظل حكم مجلس قيادة الثورة حينذاك، وهو ما تسبب في توجيه السلطات رسائل له بطريقة غير مباشرة بترك البلاد من خلال الشاعر الكبير عزيز باشا أباظة وهو من كبار الأباظية ، فسافر والدي إلى فرنسا عام 1954 وعاش بها عامين وبضعة أشهر واستغل فترة بقائه للحصول على الدكتوراه في الإصلاح الزراعي.
تضيف الدكتورة هدي أباظة: حينما شن العدوان الثلاثي هجومه على مصر وكانت فرنسا أحد أضلاع هذا العدوان، حزن والدي بشدة فما كان منه أن قام بشراء علم كبير لمصر وقام بتغطية سيارته بالعلم المصري، الأمر الذي تسبب في تهديده من قبل مجموعة من الفرنسيين، طالبوه بنزع العلم وإلا إحراق السيارة، فلم يعبأ والدي بتلك التهديدات ، وبعد انتهاء العدوان الثلاثي بفترة عاد والدي إلى مصر ونصحه عمه مجددا الشاعر الكبير عزيز أباظة بالإقامة في الإسكندرية بعيدا عن القاهرة حتى لا يتذكره أحد من أفراد السلطة الحاكمة أو المقربين منها ، وبالفعل سافر والدي إلى الإسكندرية واستقر فيها فترة طويلة وبعد نصر أكتوبر العظيم عام 1973 تفاءل والدي كثيرا لمستقبل مصر السياسي، لاسيما بعد قرار الرئيس الراحل محمد أنور السادات بعودة الحياة الحزبية، الأمر الذي شجع والدي شامل أباظة على خوض انتخابات مجلس الشعب عام 1976 في الزقازيق أمام المرشح العتيد الدكتور طلبة عويضة رئيس جامعة الزقازيق في ذلك الوقت وفاز والدي على الدكتور عويضة في جولة الإعادة، بعدها انتقلنا جميعا للإقامة في القاهرة، ولم يستمر هذا البرلمان طويلا، إذ قام السادات بحله بعد عام واحد على خلفية خلافات برلمانية بسبب عزم السادات على عقد إتفاقية السلام مع إسرائيل.
أباظة ” أكدت اعترزاها وتأثرها بوالدها الدكتور شامل أباظة بدرجة كبيرة، قائلة كانت صحبته لطيفة، ورغم شدته وهيبته إلا أنه كان قريبا منى أنا وشقيقي الأصغر، يعاملنا كأب وصديق في نفس الوقت، ولم تفارقنى نصائحه لي حتى اليوم رغم وفاته في 6 يونيو 2019.