قال الدكتور سعد السيد عميد كلية العلوم الأسبق وأحد رواد علم الكيمياء في مصر ان عشقه للكيمياء منذ الصغر جعله يقوم بتخمير العسل ليستخرج منه الكحول والذي يدخله في تفاعلات أخرى، ومضيفا : بعد نجاحي في الثانوية العامة عام 1959 كنت أتمنى الالتحاق بإحدى الكليات التى يدرس فيها علم الكيمياء مثل كلية العلوم أو الصيدلة أو الهندسة الكيميائية ، واخترت العلوم والتحقت بجامعة عين شمس وكنت أقيم بالمدينة الجامعية وفي السنة الأولى والسنة الثانية كنت الأول على دفعتى ولما انتقلت للفرقة الثالثة كان هناك قسم جديد اسمه ( الكيمياء التطبيقية ) تم إنشائه في كلية العلوم بجامعة عين شمس وبالمثل في علوم القاهرة، وكنت سعيدا جدا بهذا القسم وقد تعذر قبولى فيه في البداية، لولا مساعدة الدكتور وليم ابراهيم عوض لي وكان أستاذا مرموقا بقسم الكيمياء وحاصلا على درجة D.sc وهى أعلى درجة علمية في العالم – درجة تفوق درجة الدكتوراه – والتحقت بالقسم الجديد فعلا، رغم مرور شهرين على بدء العام الدراسي ونجحت بتفوق أيضا وكنت الأول في التقدير على دفعتى في السنة الثالثة ثم الرابعة وحصلت على البكالوريوس بمرتبة الشرف في يونيو عام 1963 وكنت حينها أبلغ من العمر عشرون عاما تقريبا وتم تعيينى معيدا بالكلية .
ويضيف الدكتور سعد السيد : في سبتمبر من عام 1963 ذهبت إلى أستاذي الدكتور وليم ابراهيم عوض طالبا منه التسجيل معه لدرجة الماجستير ، فرحب كثيرا وتم التسجيل في موضوع التحليل الكمي للمركبات عالية التهلجن وحصلت عليها بعد عامين من الكلية ، ثم قمت بالتسجيل مجددا مع الدكتور وليم لدرجة الدكتوراه وكان موضوع الرسالة ( التحاليل الدقيقة للمركبات الكيميائية ) ولم يكن الهدف من أبحاث رسالة الدكتوراه هو استخدام طرق معروفة لتحليل بعض المركبات الكيمائية التى تحض في المعمل فحسب، بل كان الهدف هو استخدام طرق مبتكرة لإنجاز هذه التحاليل والتى اعتبرها كثير من العلماء بابا جديدا للدخول إلى عالم كيمياء التحاليل الدقيقة، لذا يعد الدكتور وليم ابراهيم عوض علامة فارقة في حياتي.